تصدير الفسفاط يتم حسب العرض والطلب ودون عقود: على شركة فسفاط قفصة إنتاج 5 مليون طن على أقل تقدير كي تصبح وضعيتها المالية مقبولة
أفاد مصدر مطلع بشركة فسفاط قفصة أن عددا من المعطلين عن العمل مازالوا يواصلون اعتصامهم المفتوح بالرديف من ولاية قفصة على مستوى غسل الفسفاط احتجاجا على نتائج مناظرة البيئة وتشكيكهم فيها ومطالبين بحقهم في الانتداب صلب الشركة، مشيرا إلى أن هناك أيضا 3 مجموعات بمنطقة المتلوي قد دخلوا منذ بضعة أيام في إضراب جوع.
هذه الاحتجاجات عطلت الإنتاج، حيث لم يتجاوز 3 ملايين طن في الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية، حسب مصدرنا، مؤكدا أنه يبقى دون المأمول كما أن الإنتاج المبرمج في هذه الفترة لم يتم بلوغه إلى جانب ذلك فإن خسارة تونس لعديد الأسواق قد كان لها تأثير كبير على التوازنات المالية للشركة والمجمع معا، حيث أن تصدير البلاد للفسفاط أصبح يتم حسب العرض والطلب ودون عقود مع السوق المعنية.
وزير الصناعة...الانتدابات تمت بطريقة شفافة ومنظمة
من جهته، أكد كمال بالناصر وزير الصناعة والطاقة والمناجم لـ«المغرب» أن الاحتجاجات التي تطال مناطق إنتاج الفسفاط متنوعة الأسباب وتختلف من طرف إلى آخر، منها من يطالب بالتعويضات ومنها من يحتج على نتائج مناظرة الانتداب ومنها من لديه مشاكل في المشاريع وغيرها من الأسباب، جميعهم اغتنموا الفرصة لكن نتائجها تكون واحدة وهي إلحاق الضرر بقطاع الفسفاط نتيجة إيقاف الإنتاج وهذا من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بالتنمية في جهة قفصة، مشيرا إلى أن الاعتراضات والاحتجاجات الحاصلة على نتائج مناظرة شركة البيئة والغراسات بالرديف غير مبررة لأنها تمت بالتشارك والتنسيق بين مختلف السلط الجهوية والولاية والأطراف الاجتماعية ووزارات الصناعة والداخلية والشؤون الاجتماعية بهدف أن تتم الانتدابات بطريقة شفافة ومنظمة.
وأضاف كمال بالناصر أن قائمة النتائج الأخيرة للانتدابات في أم العرايس صدرت أمس، مشددا على أنه تمّ تشكيل لجنة خاصة صلب الوزارة تعمل على النظر في الحالات الخاصة وستعلن عن قراراتها في الأيام القادمة. أما بالنسبة للمجموعات التي تمّ انتدابها وتوقيت مباشرتها للعمل، فأوضح الوزير أن كل المنتدبين في مختلف معتمديات قفصة سيباشرون عملهم سويا في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
الرجوع إلى الإنتاج في أقرب الآجال هو الحلّ
وعن إنتاج الفسفاط، قال وزير الصناعة والطاقة إن الإنتاج المبرمج إلى موفى السنة الجارية 4.2 مليون طن، مشيرا إلى أنه من الممكن بلوغ هذا المستوى في حال تجنب مزيد تعطيل الإنتاج رغم أن هذا المستوى يبقى دون المأمول خاصة إذا ما تمّ مقارنته بإنتاج ما قبل الثورة الذي وصل إلى 8 ملايين طن. وأوضح أنه رغم التراجع الكبير في الإنتاج إلا أنه يمكن القول إن الإنتاج في تحسن كبير مقارنة بالسنوات التي تلت مباشرة الثورة.
وعن الوضعية المالية لشركة فسفاط قفصة، أكد الوزير أن الشركة في وضعية مالية صعبة وعليها إنتاج 5 مليون طن مع نهاية السنة الجارية لتصبح وضعيتها المالية «مقبولة» ولتحافظ على استمراريتها . وبين أن خسائر القطاع بأكمله خلال الـ3 سنوات الأخيرة قد تجاوزت 3 آلاف مليون دينار وتبعا لذلك فإن ما يتم حاليا إنتاجه لا يفي بالغرض والسبب يعود إلى كثرة الاحتجاجات والاعتصامات، مشددا على أن الحلّ لتجاوز الأزمة هو الرجوع إلى الإنتاج في أقرب الآجال والعودة إلى النسق الطبيعي أي 8 ملايين طن، وبالإمكان فعل ذلك سيما بعد الاستقرار السياسي وتجنب الاعتصامات والاحتجاجات لأنها تلحق ضررا بالجهة قبل كل شيء.
جريدة ( المغرب)