تكبدت الخطوط التونسية قرابة 25 % من رقم معاملات السداسي الأول من السنة الجارية على ليبيا وذلك بعد القرار الذي اتخذ يوم 21 أوت ، بغلق الحدود الجوية مع ليبيا، و إلغاء جميع الرحلات الجوية
من وإلى المطارات الليبية في كل من طرابلس وبنغازي ومصراتة وطبرق ولبرق وسرت والبيضاء ودرنة التي كانت تصلها الطائرات المدنية التونسية بأكثر من 75 رحلة في الأسبوع منها 66 رحلة مباشرة للخطوط التونسية حيث يبلغ عدد المسافرين على الناقلة التونسية ما بين 45 و50 ألف مسافر في الشهر بحسب تقديرات الخطوط التونسية .
مثل هذا الرقم الضخم من عدد المسافرين يجعل من السوق الليبية من حيث الجدوى الاقتصادية للشركة في مرتبة متقدمة عن كل أسواق الناقلة بما في ذلك السوق الفرنسية التي تعد أهم سوق تقليدية للخطوط .
وجاء قرار السلط التونسية بإيقاف الرحلات الجوية أولا على مطار بنغازي نتيجة العنف المستشري في هذه المنطقة نظرا لتنازع عديد الميليشيات المسلحة على السيطرة عليها بعد غياب السلطة المركزية ثم جاء الدور على مطار طرابلس الدولي الذي يعد أهم مطار تجاري بليبيا والذي يربط البلاد بمختلف دول العالم ثم توقف النشاط الجوي على الجار الجنوبي بعد أن تبين لوزارة الإشراف أن الرحلات المغادرة تفتقر إلى ابسط قواعد السلامة للرحلة أولا وغياب معايير الأمن والسلامة للرحلات الجوية وللطائرات رغم أن الجانب الليبي طالب بالتراجع عن القرار واعدا بتوفير كل الضمانات والمعايير الدولية للرحلات الدولية من وإلى تونس.
لكن ماهي تبعات هذا الإجراء على الناقلة التونسية التي استطاعت، خلال السداسي الأول من هذا العام تحقيق زيادة بـ%17.5 في عدد المسافرين مقارنة مع نفس الفترة في السنة المنقضية، وقد حاولنا الحصول على معلومة شاملة إلا أننا لم نفلح نظرا لتكتم مصالح الخطوط عن إعطاء حقيقة الأضرار الحاصلة للناقلة التونسية بعد توقف نشاطها على المطارات الليبية والتي كانت تمثل الى جانب النشاط على فرنسا أهم أسواقها لكن بعض المطلعين تحدثوا لنا عن تسجيل خسائر غير هينة للشركة خاصة وأن عائدها من الرحلات المنتظمة، وهو النشاط البارز على الوجهة، ستكون له آثار بينة على مجمل رقم معاملاتها والخشية اليوم أن توقف هذا النشاط على ليبيا وعدم تحسن الأوضاع الأمنية بها قد يزيد من تردي عائد الشركة ويبقى الأمل معقودا على عودة النشاط إلى بعض المطارات الليبية خاصة مطارات لبرق و سرت والبيضاء.
والجدير بالذكر أن الخطوط التونسية كانت ارتبطت قبل أشهر بعقد شراكة مع مجمع الخطوط الإفريقية التي باتت شريكا في رأس مال بعد اقتنائها لـ 27 % من رأس مال ديوان الطيران المدني والمطارات وكذلك ربط شراكة تعاون مع مركز تدريب وتكوين الطيارين للخطوط التونسية حيث سيسمح للمتدربين الليبيين من الانتفاع بخدمات مركز التكوين في تونس