تبعات الأحداث الجارية بليبيا على تونس ليست فقط سياسية وأمنية على أهميتهما، بل تأثيرها الاقتصادي يبدو اليوم كبيرا وإن حاول علي الذوادي رئيس الغرفة التجارية التونسية الليبية أن يكون حذرا بشأنها، حيث أفاد أن تأثيرها سيكون مهما وعلى حجم الصادرات التونسية إلى ليبيا التي سجلت تراجعا مهما نتيجة العنف السائد .
وبالمناسبة عبر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في بيان له عن عميق انشغاله بتطورات الأوضاع في البلد الشقيق وما خلفته من خسائر بشرية ومادية جسيمة. داعيا بالمناسبة الحكومة إلى العمل بالتنسيق مع السلطات الليبية الرسمية على حماية مصالح المؤسسات الاقتصادية التونسية العاملة بليبيا والمشرفين عليها وإطاراتها وأعوانها من التونسيين وتقديم المساعدة لهم واتخاذ الإجراءات الضرورية لإجلاء الراغبين في العودة إلى تونس متى تطلبت الأوضاع ذلك.
عجز ضخم
تعد التكلفة الاقتصادية لتدفق اللاجئين الأجانب والليبيين كبيرة، زد على ذلك العودة الجماعية للمهاجرين التونسيين الذين سيزيدون قائمة آلأف العاطلين في البلاد تراكما لم تستعد له البلاد. كما تراجعت المبادلات التجارية الثنائية بنسبة تزيد عن %75 وفق تقرير لوزارة التجارة التونسية نتيجة التوقف الكامل للأنشطة أكثر من مائة شركة تونسية كانت تعمل حصريا على السوق الليبية، فيما اضطرت شركات أخرى يفوق عددها الألف إلى إعادة برامجها التصديرية والإنتاجية التي كانت عادة موجهة إلى طرابلس .أما النقص المسجل في العائد من هذه العلاقات التجارية البينية فقد يفوق 150 مليون دولار شهريا كما أشار الى ذلك الذوادي. هذا من دون أن ننسى تأثيرات الأحداث على القطاعين السياحي والصحي اللذين كانا يستقطبان ما لا يقل عن مليوني ليبي.
والجدير بالملاحظة في هذا الصدد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ سنة 2012 ما يزيد عن 3.3 مليار دينار سنويا وهو ما يجعل ليبيا الشريك الخامس لتونس، وراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. و الشريك الأول مغاربيا بأكثر من %50 من إجمالي التجارة على المستوى الإقليمي.
الخطوط التونسية متضرر بارز
بدورها تضررت الخطوط التونسية من الأحداث الدامية في طرابلس حيث تمثل الوجهة الليبية أول أسواقها من حيث المردودية المالية للشركة التي تسير على مختلف المطارات الليبية ما لا يقل عن خمس رحلات في اليوم الى طرابلس إلى جانب ما توفره أيضا الشركة الفرعية للخطوط من رحلات نحو ليبيا سواء من مطار تونس قرطاج آو من مطاري المنستير وصفاقس وبذلك باتت السوق الليبية أول سوق للخطوط من حيث المردود المالي والثاني بعد السوق الفرنسي من حيث عدد المسافرين حيث يبلغ عدد رحلات الخطوط التونسية إلى المطارات الليبية 66 رحلة في الأسبوع.
ومثل هذا الوضع المتأزم في ليبيا حكم على التونسية التي كانت تأمل في استعادة أنفاسها خلال السنة القادمة والتقليص من خسائرها بعد أن تراجعت أعداد المسافرين عبر الرحلات غير المنتظمة مع أوروبا، حيث كان الأمل معقودا على ليبيا لجسر جانب من الهوة التي تعاني منها الناقلة التونسية.
ورغم توصل التونسية، خلال السداسي الأول من هذا العام إلى تحقيق زيادة بـ%17.5 في عدد المسافرين مقارنة مع نفس الفترة في السنة المنقضية، فإن الأحداث الدائرة في طرابلس كان لها أثر بين على مؤشرات الشركة
جريدة المغرب