نشرت جريدة ( المغرب) تحقيقا قيما عن الطاقة الشمسية ننقله لكم تعميما للفائدة
يبدو أن موضوع الطاقة سيشكل لسنوات قادمة حجر زاوية كل السياسات التنموية للبلاد نظرا لما أصبح عليه الأمن الطاقي والتحكم في الأسعار وتأثيراتها البينة على الاقتصاد الوطني ونظرا كذلك لما تعانيه البلاد من نقص واضح في هذا القطاع
سيزداد تأثيرها في قادم السنوات خاصة مع ارتفاع الطلب من الداخل. لا شك أن اعتماد البلاد على الغاز الطبيعي تطور بشكل ملحوظ خاصة في الصناعة التي باتت تمثل اكبر مستهلك للمادة التي ازداد الطلب عليها من 26 %قبل عشرين سنة مضت إلى 98 % في الوقت الحالي زاد من كلفة هذه المادة التي عملت الدولة على تأمينها بالدعم مما كان لها تأثير بالغ على الميزانية التي أثقل كاهلها بمبلغ فاق 4200 مليون دينار سنة 2013 وينتظر أن يزيد هذا المبلغ في السنة الجارية بنسبة لا تقل عن 5 %.
ولمجابهة هذا الصعود الجنوني للدعم أولا والطلب على الطاقة ثانيا أمام تراجع المواد التقليدية من المحروقات أشارت الدراسات إلى مخزون طاقي كبير على ذمة البلاد يمكن الاستفادة منه بشكل كبير والمتمثل في الطاقة الشمسية وهي طاقة بديلة ، نظيفة وغير ناضبة حيث تقع تونس في منطقة متميزة تتوفر فيها سطوع الشمس لفترة تتراوح بين 2400 و3000 ساعة في السنة وهي كفيلة بتوفير جزء غير هين منها لاستعمالات عدة قد تمكن من استغلالها في بعض الصناعات والاستعمال الجماعي في التنوير واستخراج المياه الجوفية في مناطق عدة من البلاد خاصة في الفلاحة.
وأظهرت الدراسات أن الطاقة التي يمكن أن تنتجها الشمس في تونس تتراوح بين 2.4 و4 كيلوات /ساعة في المتر مربع وقد يصل هذا المعدل إلى مابين 7 و8 كيلوات/ ساعة في المتر مربع في اليوم . وقد سعت الدولة إلى انجاز محطات نموذجية لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الشمس حيث يبلغ مجمل إنتاجها اليوم 8 كيلووات /ساعة في اليوم وينتظر أن يتضاعف الإنتاج خلال هذه السنة ليصل 26 كيلوات ساعة في اليوم في أفق سنة 2030. ويجري العمل على انجاز محطة تجريبة في تونس على تخوم الصحراء التونسية لإنتاج الكهرباء من الشمس .
ودعمت الدولة بروز صناعة الألواح الشمسية لتلبية الطلب المتزايد على هذه الطاقة المتجددة سواء من الخاصة أو العامة من ذلك «اوراسول « التي استطاعت بفضل التكنولوجية الألمانية المتطورة أن توفر للسوق الداخلية وللتصدير منتوجا بواصفات عالمية قادر على العمل لأكثر من 25 سنة بمعدل إنتاج طاقي مستقر مما وفر لها سوقا تصديرية في العديد من دول العالم مثل الجزائر والبرازيل وبعض الدول الإفريقية الرغبة في الاستفادة من الطاقة الشمسية. وقد تكون هذه المؤسسة التونسية الحديثة عنصرا فاعلا في برنامج بعث ما يعرف اليوم بمشروع الصحراء للطاقة الشمسية « desrtec » الذي سينجز في الصحراء الكبرى بين تونس والجزائر على مساح عشرات الهكتارات لإنجاز أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الشمس في العالم لتصدير الجانب الأكبر منها إلى أوروبا وهذا المشروع قد تزيد كلفته عن 10 مليار يورو حسب التقديرات الأولية.